في الذكرى الـ 26 لوفاة ابنه دودي الفايد والأميرة ديانا، توفي الملياردير المصري محمد الفايد عن عمر ناهز 94 عاما في لندن.
وكان الفايد شخصية مثيرة للجدل والإعجاب في بريطانيا، حيث امتلك متجر هارودز الشهير ونادي فولهام لكرة القدم، وخاض حروبا قضائية وإعلامية مع العائلة المالكة.
في هذه التدوينة، سنتعرف على قصة حياة محمد الفايد، وكيف فشل في تحقيق وصيته ورغبته بسبب زوجته الثانية ومتجر هارودز.
من بائع المشروبات إلى مستشار سلطان بروناي
ولد محمد الفايد في 29 يناير 1929 في الإسكندرية، وكان أحد أبناء عائلة تجارية مصرية.
بدأ حياته المهنية ببيع المشروبات الغازية في شوارع مدينته، ثم انتقل إلى السعودية حيث التقى بزوجته الأولى سميرة خاشقجي، شقيقة تاجر الأسلحة المليونير عدنان خاشقجي.
عمل مع شركة استيراد خاشقجي، وأسس شركة شحن خاصة به. في عام 1966، أصبح مستشارا لسلطان بروناي، أحد أغنى رجال العالم.
من فندق ريتز إلى متجر هارودز
في عام 1974، انتقل محمد الفايد إلى بريطانيا، حيث بدأ استثماراته في قطاعات مختلفة.
في عام 1980، اشترى فندق ريتز كارلتون في باريس مع شقيقه علي مقابل 20 مليون جنيه إسترليني.
وفي عام 1985، استحوذ على متجر هارودز في لندن مقابل 615 مليون جنيه إسترليني، بعد حرب مزايدة شرسة مع شركة التعدين لونرو.
جعل من هارودز أكثر من مجرد متجر تجاري، بل رمزا الفخامة والأناقة والثقافة.
من نادي فولهام إلى قضية دودي وديانا
في عام 1997، اشترى نادي فولهام لكرة القدم، وأصبح رئيسه. ساهم في صعود النادي من الدورات المحلية إلى الدورات الممتازة.
كما تبرع بمبالغ كبيرة للجمعبمبالغ كبيرة للجمعيات الخيرية والمؤسسات الثقافية والتعليمية.
ولكن حياته الشخصية لم تكن هادئة، ففي عام 1987، انفصل عن زوجته الأولى سميرة، وتزوج من هينا راني، التي كانت تعمل في متجر هارودز.
وفي عام 1995، اندلعت خلافات بينه وبين زوجته الثانية بسبب ميراثه وملكيته لمتجر هارودز.
وفي عام 1997، تعرض لأكبر صدمة في حياته، حين توفي ابنه دودي الفايد والأميرة ديانا في حادث سيارة مروع في نفق بونت ديلما في باريس.
اتهم الفايد العائلة المالكة البريطانية بالتورط في مؤامرة قتلهما، وطالب بإجراء تحقيق شفاف وعادل.
لكن جميع التحقيقات أكدت أن الحادث كان نتيجة للسرعة المفرطة وتأثير الكحول على سائق السيارة.
من بيع هارودز إلى وفاته في لندن
في عام 2010، قرر محمد الفايد بيع متجر هارودز إلى صندوق قطر للاستثمار مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني.
قال إنه اتخذ هذا القرار لأنه يرغب في التقاعد والاستمتاع بحياته مع أسرته.
ولكن بعد بضعة أشهر، أزال تمثالا لابنه دودي وديانا من مدخل المتجر، ووضعه في قصره في سكوتلاند.
كما قام بإزالة الشعار الملكي من المتجر، وقال إنه "غير مستحق". في عام 2013، حصل على الجنسية السويسرية، بعد أن رفضت الحكومة البريطانية منحه الجنسية المملكة المتحدة عدة مرات.
في عام 2018، أعلن ابتعاده عن نادي فولهام، وسلم رئاسة النادي إلى ابنه شاهد.
وفي يوم 31 أغسطس 2023، توفي محمد الفايد في منزله في لندن، بعد صراع مع المرض.
ترك خلفه ثروة تقدر بـ2.4 مليار دولار، وأربعة أبناء وأحفاد عديدين. كان رجلا طموحا شجاعا جريئا، سطع اسمه في عالم الأعمال والإعلام. الهم ارحمة واسكنة فسيح جنانه.